قال الفقيه المتكلم النظار أبو إسحاق الشيرازي ـ وهو يرد حديث مدينة العلم ـ :

فإن قيل : عليّ أعلم من أبي بكر رضي الله عنهما ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، ، فمن

أراد المدينة فليقصد الباب ) ؟

يقال لهم : هذا الخبر لا يخلو : إمّا أن يكون عليّ رواه أو غيره ؟

فإن كان غير علي رواه ، فهذا علم من العلوم قد علمناه من غير الباب ، وإذا جاز أن يعلم علم من العلوم من غير الباب جاز أن

يعلم جميعها أو أكثرها من غير الباب .

وإن كان علي قد رواه ، فهذه شهادته لنفسه ، وشهادة الرجل لنفسه لا تقبل .

فدلّ على أن الخبر له معنى غير ما ذهبوا إليه ، وقوله عليه السلام : ( إنا مدينة العلم ، وعلي بابها ) لم يرد علياً بن أبي طالب

كرّم الله وجهه ، وإنما أراد بقوله ( عليّ بابها ) أي : رفيع بابها عظيم شأنها ، كقوله تعالى ( هذا صراط علي مستقيم ) بقراءة

يعقوب الحضرمي ، أي : رفيع مستقيم ، فيكون علي ها هنا بمعنى عال ، كما قال امرؤ القيس :

مكر مفر مقبل مدبر معاً *** كجلمود صخر حطه السيل من عل

أي : من عال ، وإذا كان بمعنى عال ، فلا حجة لهم فيه .

لاحظ : الإشارة إلى مذهب أهل الحق : ۱۷۸ .

ونترك إلى القارئ التعليق على هذا الكلام !
يكشنبه ۱ بهمن ۱۳۹۱ ساعت ۰:۰۶